حوادث

كيف فقد يوسف وأبناء عمه حياتهم في “بيارة الموت” بالفيوم؟

القاهرة: بوابة اليوم

في قرية أبو شنب الهادئة، التابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، خيم الحزن مع فجر اليوم بعد أن تحولت محاولة بسيطة لتطهير بيارة صرف صحي إلى مأساة إنسانية أفجعت القرية بأكملها، وكتبت نهاية مأساوية لثلاثة من شبابها في مشهد مروع.

يوسف، ابن الـ19 عامًا، كان ينتظر حصوله على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية، ويقضي وقته في خدمة الأرض التي يستأجرها والده، صباح أمس، توجه إلى بيارة الصرف الصحي الواقعة على أطراف الحقل، في محاولة لتطهيرها حتى لا تعوق مجرى مياه الري. لكنه لم يكن يعلم أن هذه اللحظة ستكون الأخيرة في حياته، حيث سقط داخل البيارة، وابتلعته مياهها الثقيلة والسامة.

صرخة شقيقه الأصغر سالم كانت بداية سلسلة مأساوية، إذ استنجد بأبناء عمومته لإنقاذ يوسف، هرع محمود إبراهيم مقلاع، الفلاح الأربعيني، خالعًا ثيابه، ونزل إلى البيارة دون تردد لإنقاذ ابن عمه، لكنه اختنق ومات إلى جواره، تاركًا خلفه أربع فتيات صغيرات يُتمت قلوبهن في لحظة.

لم تنته المأساة بعد إذ وصل محمد رزق حامد، ابن العم الآخر، إلى موقع الحادث، محاولًا إنقاذ ما تبقى، لكن الموت كان أسرع، فسقط هو أيضًا في البيارة، ليلحق بمن سبقه، تاركًا زوجة مكلومة وثلاثة أطفال أكبرهم لم يتجاوز الخامسة من عمره.

اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، تلقى بلاغًا بالواقعة، فانتقل فريق البحث الجنائي بقيادة العقيد محمود هيبة، وجرى استدعاء فرق الغواصين لانتشال جثث الضحايا من أعماق البيارة. وبعدها تقرر نقلهم إلى مشرحة مستشفى أبشواي المركزي، تمهيدًا لدفنهم بعد تصريح النيابة.

زر الذهاب إلى الأعلى