علوم وتكنولوجيا

عالم النباتات الخفي.. أسرار مذهلة من قلب الطبيعة

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية

رغم ثباتها الظاهري وصمتها العميق، إلا أن النباتات تشكل البنية الأساسية التي يقوم عليها توازن الحياة على كوكب الأرض، فهي المنتج الأول في السلاسل الغذائية، والمصدر الأهم للأكسجين الذي نتنفسه، عالمها ليس بسيطًا كما يبدو، بل هو شبكة معقدة من التفاعلات، والابتكار البيولوجي، والقدرة على البقاء في أقسى الظروف ووفقا لـlivescience تبرز البوابة نيوز اسرار النباتات.

تنوّع لا يُضاهى وقدرة خارقة على الانتشار

تأقلمت النباتات مع بيئات شديدة التباين: من الكثبان الرملية الحارقة في الصحارى، إلى المستنقعات المالحة، فالغابات الاستوائية الممطرة، وصولًا إلى الجليد الأبدي في القارة القطبية. وقد تجاوز عدد أنواعها المعروفة حاليًا حاجز 390 ألف نوع، تتراوح بين كائنات مجهرية لا تُرى بالعين، وأشجار ضخمة تتخطى أطوالها ناطحات السحاب.

اللون الأخضر الذي يطغى على معظم النباتات سببه وجود الكلوروفيل، الصبغة التي تمتص ضوء الشمس الأزرق والأحمر، بينما تعكس الضوء الأخضر. ومع تغير المواسم، لا سيما في الخريف، تبدأ هذه الصبغة في التحلل، لتفسح المجال لصبغات أخرى مثل الأنثوسيانين والكاروتينات التي تمنح الأوراق ألوانها الزاهية.

رحلة الغذاء: كيف تصنع النباتات طعامها؟

تُعرف عملية التمثيل الضوئي بأنها الطريقة التي تعتمدها النباتات لإنتاج غذائها ذاتيًا. يتم ذلك من خلال امتصاص ضوء الشمس في البلاستيدات الخضراء، حيث يعمل الكلوروفيل على تفكيك جزيئات الماء إلى أوكسجين وهيدروجين، ثم التفاعل مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين الجلوكوز. هذا السكر يستخدمه النبات كمصدر للطاقة، أو يُخزن في شكل نشا، أو يُحوَّل إلى سليلوز لبناء جدرانه الخلوية.

غير أن بعض النباتات لا تمتلك كفاءة التمثيل الضوئي، بل تفتقر للكلوروفيل كليًا. في هذه الحالات، تلجأ هذه الكائنات لامتصاص المواد العضوية من التربة أو حتى “سرقة” الغذاء من نباتات مجاورة، في تكيف مذهل مع الظروف القاسية.

طرق التكاثر: بين الوراثة والاستنساخ

تتنوع آليات التكاثر في النباتات بشكل كبير. ففي حين تتبع بعض الأنواع الطرق الجنسية المعروفة، حيث تُنقل حبوب اللقاح من الأعضاء الذكرية إلى الأنثوية بواسطة الرياح أو الكائنات المُلقّحة كالنحل والطيور، تعتمد نباتات أخرى على التكاثر اللاجنسي، منتجة نُسخًا مطابقة وراثيًا لنفسها، كما يحدث في التكاثر الخضري.

هل تمتلك النباتات وعيًا؟

بالرغم من افتقارها للأعصاب أو الدماغ، إلا أن النباتات تظهر سلوكًا ذكيًا ومراوِغًا أحيانًا. فهي تستجيب لمحفزات خارجية مثل الضوء، اللمس، والجروح بطريقة منظمة ومدروسة. فعند تعرّضها للإجهاد، تبعث إشارات كهربائية تنقل عبر أوعيتها، وقد تُطلق مواد دفاعية أو روائح لتحذير النباتات المجاورة من الخطر.

أشهر الأمثلة على هذا “الذكاء النباتي” نراه في نبات فينوس صائدة الذباب، الذي يغلق مصيدته إذا لمستها الحشرة مرتين خلال فترة قصيرة. ونبتة ميموزا بوديكا – المعروفة باسم “النبتة الحساسة” – تطوي أوراقها عند اللمس، وقد أظهرت الدراسات أنها تتوقف عن هذا السلوك إن لم يكن هناك ضرر حقيقي، محتفظة بذاكرة التجربة لأيام أو أسابيع.

سرطان النبات: عندما تفقد الخلايا السيطرة

رغم أن النباتات لا تُصاب بالسرطان بالمعنى الحيواني، إلا أنها قد تتعرض لتكاثر غير طبيعي للخلايا، كما في حالة “الدرنة التاجية” الناتجة عن عدوى بكتيرية من نوع Agrobacterium tumefaciens. تقوم هذه البكتيريا بحقن حمضها النووي في خلايا النبات من خلال الجروح، فتُسبب انقسامًا مفرطًا للخلايا وتكوين أورام. إلا أن الجدران الخلوية الصلبة تمنع انتشار هذه الأورام، وتُمكّن النبات من احتواء الضرر.

زر الذهاب إلى الأعلى