مشاورات دولية في إسطنبول.. نداء مسيحي لإنهاء الإبادات الجماعية والبيئية وجرائم القتل الجماعي

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية
عُقدت في مدينة إسطنبول بتركيا، مشاورات دولية حملت عنوان “إنهاء الإبادات الجماعية والإيكوسايد وجرائم القتل الجماعي”، بتنظيم مشترك بين مجلس الإرسالية العالمي (CWM) ورابطة الكنائس الإصلاحية العالمية (WCRC) ومجلس الكنائس الأفريقي (AACC).
يأتي اللقاء متابعة لمؤتمر العام الماضي في ناميبيا بعنوان “الإمبراطورية والإبادات: أين تكمن العدالة وأمل التعافي؟”، حيث هدف هذا العام إلى فتح مساحة حوار بين مشاركين من مواقع صراع متنوعة، لتسليط الضوء على القوى التاريخية والمعاصرة التي تقف وراء هذه الجرائم، وفي الوقت نفسه إبراز صمود الشعوب المتضررة ومقاومتها.
- عبادة افتتاحية ورسائل لاهوتية جريئة
افتُتحت الجلسات بعبادة قادها القس فيليب ممثل رابطة الكنائس الإصلاحية، مؤكداً أن الاختيار الإلهي لا يعني تفضيل البعض ورفض الآخرين، بل هو فعل تضامن إلهي مع الإنسانية والمظلومين.
تلاه الدكتور سوديبتا سينغ (CWM)، داعيًا إلى تسمية الإمبراطورية كما هي، وقال: “نحن نأتي بقناعة أن الحياة مقدسة. دعوتنا راديكالية لأن إلهنا راديكالي. اختاروا الحياة، قاوموا الموت، انهضوا معًا نحو الحياة.”
أما القس الدكتور ليسمور (AACC) فأكد: “يمكننا أن نكون مسيحيين اليوم فقط بطريقتين: بالصلاة وبممارسة العدالة.”
- غزة.. أزمة سياسية ولاهوتية
في كلمته الرئيسية، طرح القس الدكتور متري سؤالًا صادمًا تعليقًا على صمت الكنائس تجاه الإبادة الإسرائيلية في غزة: “أين بونهوفر عصرنا؟”، مؤكدًا أن ما يحدث ليس مجرد أزمة سياسية، بل اختبار روحي ولاهوتي يستوجب إنهاء تسييس النصوص المقدسة وإعادة تصور اللاهوت كقوة تحريرية للشعوب.
- محاور رئيسية للنقاش
خلال الجلسات، شدد المشاركون من لاهوتيين وأكاديميين وناشطين على ثلاث قضايا محورية:
استعادة السردية: رفض تبرير العنف الإمبراطوري تحت شعار “التنمية”، والكشف عن محاولات تجريم مقاومة الشعوب المضطهدة.
إعادة تخيّل التصورات المهيمنة: تحدي اللاهوتيات الأوروبية المركزية والتفوق الأبيض والعنصرية التي تدعم النظم الاستعمارية والإمبراطورية.
البعد الجيوسياسي للإبادات: التأكيد أن الإبادة ليست مجرد صراع ديني أو عرقي، بل ترتبط بمصالح جيوسياسية وموارد، حيث تدور المواجهة بين “الإمبراطوريات الاستخراجية” والشعوب.
- الربط بين إبادة البشر والطبيعة
كما أضاءت المشاورات على العلاقة العميقة بين الإبادة الجماعية والإيكوسايد (الإبادة البيئية)، باعتبارهما نتاجًا لنفس الرؤية الإمبراطورية التي ترى الإنسان والأرض مجرد موارد قابلة للاستغلال. وأكد المشاركون أن الإبادة لا تعني فقط إزهاق الأرواح، بل محو دورة حياة كاملة، حيث تتشابك الأرض والهوية والشعوب في كيان واحد.
اختُتمت الفعالية بصياغة بيان ختامي يُنتظر نشره على الموقع الرسمي قريبًا، ليكون بمثابة خريطة طريق لعمل الكنائس والمجتمعات الإيمانية في مواجهة هذه الجرائم، ومناصرة الشعوب المضطهدة حول العالم.
- للمزيد : تابع بوابة اليوم الاخبارية، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .