حوادث

الطفل عبد الرحمن يبكي المحكمة.. قصة “7 سنوات” هزت الفيوم

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية

عندما طلب القاضي من الطفل عبد الرحمن رفع القناع عن وجهه، توقف لسانه عن الكلام، وأجهش في البكاء. لم يتمالك القاضي الجالس على يمين المنصة نفسه، فانهار باكيًا هو الآخر في مشهد أبكى كل من في قاعة المحكمة.

لم تكن هذه الدموع مجرد لحظة عابرة في قاعة محكمة جنايات الفيوم، بل كانت المشهد الأكثر قسوة في قضية انتهت بإدانة معيد جامعي ومدرب كاراتيه بالسجن 7 سنوات. إنها قصة تكشف عن جروح لا تلتئم بسهولة، وعن شجاعة طفل قرر أن يواجه جلاده ببدلة لعبته المفضلة.

حيلة “الدولسي” التي كشفت الجريمة

بدأت المأساة في صالة ألعاب رياضية بقرية تطون، حيث كان عبد الرحمن (10 سنوات) يتدرب على الكاراتيه. شقيقه الأصغر محمد (6 سنوات) كشف ببراءة الأطفال عن الحيلة التي استخدمها المدرب لإخلاء مسرح الجريمة، قائلًا أمام المحكمة: “كنت مع أخويا عبود، المدرب طلب مني أخرج أشتري دولسي، ولما رفضت زعقلي وطلب مني أشتري لب، ولما رجعت بسرعة لقيت عبود بيبكي في الحمام”.

هذه الشهادة البريئة كانت بداية الخيط الذي كشف عن جريمة بشعة. والدة الطفل تقدمت ببلاغ، وكشفت تحريات المباحث أن المتهم، أحمد ع. (33 عامًا)، استغل وجود الطفل بمفرده واعتدى عليه، ثم جرده من ملابسه وهتك عرضه تحت التهديد.

بدلة الكاراتيه.. من الألم إلى القوة

في مواجهة هذا الألم، لم يختر عبد الرحمن الصمت. قبل المحاكمة، قال بصوت يرتجف: “نفسيتي تعبانة.. وعايزكم تقفوا جنبي علشان أجيب حقي”. قرر أن يواجه الموقف بقوة رمزية، مضيفًا: “أنا هلبس بدلة الكاراتيه خلال المحاكمة علشان دي لعبتي المفضلة اللي كنت ضحية بسببها، ونفسي أرجع ألعب وأكمل حلمي”.

وبالفعل، دخل قاعة المحكمة مرتديًا بدلته البيضاء، التي تحولت من رمز لحلم رياضي إلى درع يواجه به أكبر مخاوفه، وشاهد على دموعه التي أبكت منصة العدالة.

صواريخ الفرح.. انتصار العدالة

بعد أن خرج القضاة من قاعة المداولة ليعلنوا حكمهم بالسجن 7 سنوات على المتهم، تحولت أجواء الحزن إلى فرح. احتفلت أسرة الطفل على أنغام المزمار البلدي ابتهاجًا بالقصاص العادل.

وفي قلب الاحتفال، وقف عبد الرحمن، بنفس بدلة الكاراتيه التي شهدت على دموعه في المحكمة، لكنه هذه المرة لم يكن يبكي، بل كان يطلق الصواريخ في الهواء احتفالاً. لقد تحولت البدلة البيضاء من رمز للألم إلى رمز للعدالة، لتعلن أن أصعب المعارك يمكن الفوز بها، وأن أحلام الأطفال أقوى من أي جرح.

زر الذهاب إلى الأعلى