حوادث

بين اعتراف بارد ودموع الجد.. “نعمة” تواجه جريمة “الخبز المسموم”

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية

في قاعة محكمة اكتظت بالحزن والغضب، وقفت “هاجر”، الشهيرة بـ”نعمة”، هادئة تحمل طفلتها الرضيعة، لتواجه تهمة ارتكاب واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ المنيا. وبصوت خالٍ من أي انفعال، اعترفت أمام القاضي بأن “الغيرة” هي التي دفعتها لدس السم في خبز أودى بحياة زوجها وأطفاله الستة.

على بعد أمتار قليلة، كان جد الأطفال ينهار باكيًا وهو يصرخ “راحوا الغلابة.. راحوا الملايكة الصغار”، في مشهد لخص المأساة التي هزت قرية دلجا.

انتهت أولى جلسات المحاكمة، بقرار التأجيل إلى 11 أكتوبر المقبل، لكنها تركت وراءها فصولًا من الألم واعترافات صادمة، ومفاجآت فجرها الدفاع قد تغير مسار القضية التي باتت تُعرف إعلاميًا بـ”قضية الخبز المسموم”.

مشاهد من قاعة المحكمة

بدأت الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة. وصلت “أم هاشم”، والدة الأطفال الضحايا، رفقة أسرتها، وجلسوا في آخر القاعة، لا سلاح لهم سوى الدموع وكلمات “حسبنا الله ونعم الوكيل” التي كانوا يرددونها بصوت خافت.

ثم دخلت المتهمة “نعمة” إلى قفص الاتهام، وفي مشهد سريالي، كانت تحمل طفلتها الرضيعة التي وضعتها قبل أيام قليلة من اعترافها بالجريمة. وقفت بثبات غريب، لتأتي اللحظة التي حبست فيها الأنفاس، حين بدأ القاضي استجوابها المباشر:

– القاضي: “لماذا ارتكبتِ هذه الجريمة؟”

– المتهمة: “كنت غيرانه منها لأنها تريد أن يطلقني زوجي”.

– القاضي: “هل تعمدتِ وضع السم؟”

– المتهمة: “نعم، تعمدت عشان كنت غيرانه منها”.

اعتراف بارد، ومباشر، كان كفيلًا بإشعال نيران الحزن في القاعة. لم يتمالك جد الأطفال نفسه، فانهار تمامًا وهو يبكي بحرقة، ساقطًا على مقعده ممسكًا برأسه في مشهد أبكى الحاضرين وأجبر بعضهم على مغادرة القاعة.

مفاجآت الدفاع.. هل هناك طرف آخر؟

بعد ذروة المشهد الإنساني، جاء دور الدفاع ليفجر عدة مفاجآت.

أكد المحامي أنه لا يدافع عن البراءة، بل يبحث عن الحقيقة الكاملة، وطالب المحكمة بسلسلة من الإجراءات التي تلقي بظلال من الشك حول كون “نعمة” هي الفاعل الوحيد.

طالب الدفاع بتفريغ كاميرات مديرية أمن المنيا، زاعمًا أن المتهمة تعرضت لضغوط لإجبارها على الاعتراف.

لكن الطلب الأكثر إثارة للجدل كان ندب خبراء لفحص علبة مبيد حشري غامضة عُثر عليها خلف منزل “أم هاشم”، والدة الضحايا، مشيرًا إلى أنها سبق واتُهمت بمحاولة تسميم المواشي، في تلميح صادم لوجود طرف آخر محتمل في الجريمة.

كما قدم الدفاع “فلاشة” تحتوي على مقطع فيديو لوالدة الضحايا وهي تدلي بتصريحات اعتبرها مخالفة لأقوالها في التحقيقات.

أمام هذه التطورات، قرر القاضي تأجيل المحاكمة لاستكمال مرافعة الدفاع وتلبية طلباته، لتنتهي الجلسة الأولى تاركة الجميع في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة في قضية بدأت بالغيرة، وانتهت بمقبرة جماعية لسبعة أفراد من أسرة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى