العالم

ليلة دامية في حلب.. قتلى ومصابون باشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقسد

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية

أعلنت وزارة الدفاع السورية أنه تم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، بعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، أسفرت عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف الجانبين.

وجرى التوصل إلى وقف إطلاق النار في الحيين المذكورين بعد معارك مكثفة بين القوات الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، والتي خلفت ضحايا من الطرفين وأدت إلى تصاعد التوترات في شمال سوريا.

وبحسب وكالة الأنباء العربية السورية (سانا)، تم التوصل إلى الاتفاق بعد جهودٍ مكثفة لاستعادة الاستقرار، عقب عدة أيام من تبادلٍ كثيف لإطلاق النار بين الجانبين. ويأتي هذا الاتفاق بعد ما وصفه مراقبون بأنه أحد أعنف التصعيدات التي شهدتها مدينة حلب منذ أشهر.

واندلعت الاشتباكات مساء الإثنين بعد أن حاولت قوات النظام الجديدة التقدم نحو مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في الشيخ مقصود والأشرفية. وذكرت وكالة سانا أن وحدات من قسد فتحت النار على حواجز الأمن الداخلي، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر قوات الأمن الداخلي وإصابة ثلاثة آخرين. كما أصابت نيران الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون مناطق سكنية قريبة، بما في ذلك منطقة جسر العرضي، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.

غير أن قوات قسد نفت مسؤوليتها عن الهجوم. واستنادًا إلى مصادرها الخاصة، اتهمت وكالة أنباء هاوار المرتبطة بـقسد القوات الانتقالية بالتصعيد من خلال نشر مركبات مدرعة واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات التي اندلعت بعد أن أغلقت وحدات الأمن العام مداخل الأحياء. وذكرت الوكالة أن عدة مدنيين عانوا من حالات اختناق وذعر إثر سقوط قذائف الهاون على مناطق مأهولة.

وقال شهود لوسائل إعلام محلية إن جميع الممرات السبعة المؤدية إلى الحيين قد أُغلقت، مما وضع المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد فعليًا تحت حالة من الإغلاق التام. وذُكر أن السكان تلقوا تحذيرات بأن “أي شخص يغادر لن يُسمح له بالعودة”، في إشارة إلى عزل قسري لكلا الحيين.

صورة 2 حلب

من جانبه، أعلن محافظ حلب، عزام الغريب، تعطيل الدوام في كافة الدوائر الرسمية، وتأجيل الامتحانات في المدارس والجامعات في حلب اليوم الثلاثاء. واستثنى القرار الجهات التي تتطلب طبيعة عملها الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية والخدمات الطارئة للمواطنين.

وقال قائد الأمن الداخلي في حلب، محمد عبد الغني، لقناة الإخبارية السورية، إن القوات الحكومية وضعت خطة لتأمين وتطويق مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية، التي تمر منها الأسلحة والمواد الممنوعة لـ”قسد”. وأضاف عبد الغني، أن القوات الحكومية ترد على مصادر نيران قسد، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تحفر الأنفاق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.

وأشار إلى أن خروقات قسد لم تتوقف في أحياء حلب الشرقية، لكنه لفت إلى أن خروج المدنيين من حيي الشيخ مقصود والأشرفية متاح، وأن القوات الحكومية تضمن أمنهم.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع السورية التابعة للحكومة الانتقالية، يوم الاثنين، أن قواتها تُعاد انتشارها على عدة جبهات شمالية تواجه مناطق تسيطر عليها قسد. وذكرت أن هذه الخطوة تأتي كجزء من خطة أوسع “لمنع الهجمات المتكررة ومحاولات المجموعة الكردية المدعومة من الولايات المتحدة للاستيلاء على أراضٍ”.

وفي بيانها الرسمي، وصفت الوزارة عمليات إعادة الانتشار بأنها رد على “الاعتداءات المتكررة من قبل قسد ضد المدنيين والجنود وعناصر الأمن”، مؤكدة أنه “لا توجد خطط لشن عمليات عسكرية”.

صورة 3 حلب

ومن جانبه، رفض المتحدث باسم قسد فرهاد شامي تلك المزاعم، وألقى باللوم على القوات الانتقالية في بدء المواجهة. وكتب على فيسبوك: “ما يحدث في حلب هو نتيجة مباشرة لاستفزازات الفصائل الحكومية ومحاولاتها التقدم بالدبابات”.

وأضاف أن الحصار المستمر على الشيخ مقصود والأشرفية يشكل “تصعيدًا خطيرًا سيؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين”، وجدد التأكيد على أن قسد لا تحتفظ بوحدات قتالية نشطة في المنطقة.

ودفعت المعارك إلى إجلاء عدة عائلات وخلّفت دمارًا واضحًا في أجزاء من الحيين. وأكدت وحدات الأمن التابعة للنظام الجديد لاحقًا نقل السكان من المناطق المتضررة مباشرة من القصف. ووصف مراقبون محليون مشاهد الفوضى بينما كانت نيران الاشتباكات تهز المنازل والمتاجر.

وذكرت التقارير أن عشرات العائلات فرت إلى مناطق أكثر أمانًا في وسط حلب، في حين حذر عمال الإغاثة من تدهور الأوضاع داخل الأحياء المغلقة، حيث أصبحت المواد الغذائية والإمدادات الطبية نادرة بشكل متزايد.

صورة 4 حلب

زر الذهاب إلى الأعلى