تقارير

غزة بين فخ القصف والمرض.. المستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة والأطفال يموتون جوعًا

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية

أكد الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، أن القطاع يمر بأصعب أيامه منذ بدء العدوان، مشيرًا إلى أن وتيرة القصف تتصاعد كلما اقترب الحديث عن تهدئة، وهو ما يفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية في آنٍ واحد.

وأضاف خلال مداخلة عبر القاهرة الإخبارية، أن المستشفيات تعمل تحت الحد الأدنى من الإمكانات، وتعاني من نقص شديد في الأدوية، خاصة لعلاج الأمراض المزمنة والسرطان، كما تتلقى فقط الكميات اليومية من الوقود دون مخزون استراتيجي، ما يجعلها مهددة بالتوقف عن تقديم الخدمات في أي لحظة.

وأوضح زقوت، أن المستشفيات تستقبل ما بين 200 إلى 300 إصابة يوميًا، و40% منها حالات حرجة تحتاج إلى تدخل عاجل، في حين أعداد كبيرة من المصابين لا يحصلون على العلاج المناسب ويفارقون الحياة قبل إنقاذهم بسبب النقص الحاد في الإمكانيات الطبية.

ولفت إلى أن القطاع الصحي يواجه ضغطًا متزايدًا بسبب حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى تفشي أمراض خطيرة مثل التهاب السحايا، وانهيار خدمات المتابعة الصحية للحوامل والمسنين، مما أدى إلى زيادة في نسب وفيات الأمهات والمواليد الجدد.

وأشار إلى أن سكان غزة محاصرون بين الموت بالقصف، أو المرض، أو الجوع، أو النزوح اليومي المستمر، واصفًا الحالة الإنسانية بأنها تتجاوز الكارثة بمراحل، مؤكدا أن الأطفال يموتون من شدة الجوع ونقص المكملات الغذائية في ظل غياب أي دعم فعلي للقطاع الإنساني والطبي.

ووصف زقوت، ما يجري بأنه اعتداء ممنهج ووحشي على المدنيين يتجاوز وصف جرائم الحرب، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة يفوق في فظاعته ما شهدته الحربين العالميتين من حيث عدد الضحايا وحجم الدمار، وسط صمت دولي مؤلم ومخزٍ.

وأكد أن صمت مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية والمجتمع الدولي برمته تجاه هذه الانتهاكات يجعل من التقارير الحقوقية مجرّد أوراق لا تُغير شيئًا على الأرض، مشددًا على ضرورة التحرك الفوري لوقف هذا المسار الإبادي ضد المدنيين في قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى