داعمة لغزة وتنافس ترامب على نوبل للسلام.. ماذا نعرف عن جريتا ثونبرج؟

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية
على الرغم من التباين الكبير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، سواء في المواقف السياسية أو القضايا العالمية مثل حرب غزة والتغير المناخي، إلا أن كليهما يجد نفسه اليوم في سباق واحد على جائزة نوبل للسلام.
مؤسسة “بولي ماركت” الأمريكية للتوقعات، تشير إلى أن نسب ترامب للفوز بالجائزة تتراوح بين 4% و 33%، بينما تتراوح نسب فوز ثونبرج بين 4% و 22%، بحسب ما نقلته شبكة “بي بي سي”. وحتى الآن، لم تُعلن لجنة نوبل قائمتها الرسمية للمرشحين، ما يترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات بشأن ما إذا كان اسم ترامب أو ثونبرج قد أُدرج بالفعل ضمن الأسماء المتنافسة هذا العام.
يطالب الرئيس الأمريكي بمنحه نوبل للسلام، نظرًا لدوره الكبير في إنهاء 7 حروب حول العالم في 7 أشهر فقط _وفق قوله_، منها حرب غزة، والحرب بين إسرائيل وإيران، والحرب التي لم تندلع بين مصر وإثيوبيا، الحرب بين الهند وباكستان والنزاع بين أرمينيا وأذربيجان وغيرها.
بينما يعتمد المطالبون بمنح جريتا الجائزة، على دورها في الدعوة إلى الحفاظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة، كما لعبت دورًا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها منذ عامين، إذ كانت ثونبرج من ضمن المشاركين في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، وكانت من بين المحتجزين الذين اعتقلتهم إسرائيل في سجونها وعاملتهم بشكل سئ ومُهين.
ماذا نعرف عن جريتا؟
جريتا ثونبرج واحدة من أشهر الناشطين في مجال مكافحة تغير المناخ في العالم، وقد نُسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام، وخاصة بين الشباب.
ولدت ثونبرج في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 2003. والدتها مالينا إرنمان مغنية أوبرا، ووالدها سفانتي ثونبرج ممثل.
تعلمت لأول مرة عن تغير المناخ عندما كانت في الثامنة من عمرها. وعندما كانت في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمرها، تم تشخيص إصابتها بمتلازمة أسبرجر (أحد أشكال التوحد).
في أغسطس 2018، بدأت ثونبرج بتنظيم اعتصامات أسبوعية أمام البرلمان السويدي كل يوم جمعة، وكانت آنذاك في الصف التاسع. وحظيت الاحتجاجات بتغطية واسعة النطاق، وانضم مئات الآلاف من الشباب في جميع أنحاء العالم إلى إضراباتها التي أطلقتها تحت شعار “أيام الجمعة من أجل المستقبل” .
تم القبض على ثونبرج عدة مرات بسبب مشاركتها في الاحتجاجات البيئية في جميع أنحاء العالم وفرضت عليها المحاكم السويدية غرامة، بحسب “بي بي سي”.
بين عامي 2019 و2020، علّقت ثونبرج دراستها لتكرّس وقتها بالكامل لنشاطها المناخي، واكتسبت شهرة واسعة بخطاباتها الموجهة إلى قادة العالم.
ألقت العديد من الخطابات القوية، في سبتمبر 2019، أبحرت جريتا باليخت عبر المحيط الأطلسي لإلقاء كلمة في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في نيويورك، قالت فيها للمندوبين: “كان يجب أن أعود إلى المدرسة على الجانب الآخر من المحيط. ومع ذلك، أنتم جميعًا تأتون إلينا نحن الشباب بحثًا عن الأمل. كيف تجرؤون! لقد سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم الجوفاء”.
في العام ذاته، أُسست “مؤسسة جريتا ثونبرج” التي تهدف إلى دعم المشاريع والجماعات الساعية لبناء عالم أكثر عدلًا واستدامة، من خلال التبرع بالجوائز وأموال العوائد التي تحصل عليها جريتا من أنشطتها.
تم ترشيح ثونبرج لجائزة نوبل للسلام 3 مرات بين عامي 2019 و2023. وفي عام 2019، أصبحت جريتا، وهي في عمر الـ16، أصغر شخصية في مجلة “تايم” الأمريكية.
وفي عام 2019 أيضًا، فازت بجائزة سبل العيش الصحيحة (المعروفة بجائزة نوبل البديلة)، وجائزة سفيرة الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة “فوربس” ضمن قائمة أقوى 100 امرأة في العالم.
وأصدرت جريتا في عام 2022، أول منشوراتها “كتاب المناخ”، الذي يحتوي على مقالات من 100 عالم وكاتب وناشط حول كيفية مكافحة أزمة المناخ.
رغم أن جريتا ثونبرج لم تبتكر أي استراتيجيات بيئية محددة، إلا أنها تُنسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وخاصة بين الشباب. ويطلق العديد من المعلقين على هذه الظاهرة اسم “تأثير جريتا”.
حرب غزة محطة فاصلة في حياتها
كانت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نقطة تحول بارزة في حياة جريتا، إذ انتقلت من التركيز على المناخ إلى الانخراط الدائم في دعم القضية الفلسطينية.
وعقب هجوم 7 أكتوبر 2023، تعرضت جريتا لانتقادات فورية لعدم إدانتها الهجوم، إلا أنها كتبت في اليوم التالي: “لا داعي للقول -أو هكذا اعتقدت- أنني ضد الهجمات المروعة التي تشنها حماس. وكما قلت، يجب على العالم أن يتحدث ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والعدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين”.
وانتقدت وزارة التعليم الإسرائيلية تصريحات ثونبرج، وقامت بإزالة الإشارات في المناهج التعليمية التي تقدم جريتا على أنها قدوة ومصدر إلهام للشباب.
في عام 2024، اعتقلت الشرطة السويدية جريتا لمشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين خارج ساحة مالمو، حيث كانت تُقام مسابقة الأغنية الأوروبية، وأصدرت عقب ذلك بيانًا أعربت فيه عن رفضها لمشاركة إسرائيل في المسابقة. وفي العام ذاته، ألقت الشرطة الدنماركية القبض عليها أثناء احتجاج مماثل في كوبنهاجن، بعدما قامت مع آخرين بإغلاق مدخل مبنى في جامعة المدينة، وجرى احتجازهم لفترة قصيرة.
وعلى الرغم من ذلك، استمرت جريتا في دعم الفلسطينيين والحديث عن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، وإعادة نشر صور الضحايا من الأطفال والنساء في غزة.
وفي مايو الماضي، استعدت ثونبرج تستعد للانضمام إلى أسطول الحرية المتجه لكسر الحصار عن غزة عبر ميناء مالطا، غير أن الخطة أُلغيت بعد تعرض إحدى السفن لهجوم بطائرة مسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. وفي يونيو، أطلق تحالف الأسطول مهمة جديدة لنقل المساعدات إلى غزة على متن السفينة “مادلين”، معلنًا أن جريتا ستكون ضمن المشاركين على متنها في محاولة لتحدي الحصار البحري الإسرائيلي وإيصال الإمدادات الإنسانية.
ولكن قامت البحرية الإسرائيلية بالاستيلاء على سفينة “مادلين” في المياه الدولية قبل وصولها إلى غزة واحتجاز جميع النشطاء الذين كانوا على متنها، وفي اليوم التالي رُحلت جريتا من إسرائيل.
وكانت جريتا من أوائل المشاركين في أسطول الصمود العالمي لفك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المُحاصر، إذ حمل الأسطول، الذي من ميناء برشلونة، وفودًا من 44 دولة وضم أكثر من 40 سفينة.
ومجدّدًا، اعترض الجيش الإسرائيلي سفن الأسطول وأعتقل المشاركين فيها، الذين أكدوا في شهادات متطابقة أنهم تعرضوا لظروف قاسية ومهينة وصلت إلى حد التعذيب، قبل أن يتم ترحيلهم إلى تركيا. وكانت ثونبرج من بين 437 ناشطًا وبرلمانيًا ومحاميًا كانوا جزءًا من أسطول الصمود.
- للمزيد : تابع بوابة اليوم الاخبارية، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .