تقارير

خطر جديد يهدد الشباب والأطفال…إعلانات المواعدة والصور الخادشة تخترق هواتف المصريين عبر التطبيقات العالمية

القاهرة: بوابة اليوم الإخبارية

في الوقت الذي تحاول فيه الأسرة المصرية حماية أبنائها من المحتويات غير الأخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت أزمة جديدة أكثر خطورة تتمثل في تطبيقات المواعدة والبث المباشر، التي أصبحت تصل للأطفال والشباب عبر إعلانات وألعاب محمولة على ملايين الهواتف.

تطبيقات المواعدة 

الأخطر أن هذه التطبيقات تعمل بلا رقابة فعلية، وتتسلل عبر منصات تحميل التطبيقات العالمية، وعلى رأسها جوجل بلاي، الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للدعاية للعُري والانحلال الأخلاقي.

تطبيق مواعدة

 

ألعاب تتحول إلى منصات “دعارة مقنّعة”

تحقيقات ميدانية أظهرت أن عشرات الألعاب العالمية الشهيرة، التي يُفترض أنها موجهة للأطفال والمراهقين، تحتوي على إعلانات لمواقع وتطبيقات مواعدة.

لعبة Asphalt 2025

في لعبة جماهيرية يتجاوز عدد مستخدميها 100 مليون، ظهر إعلان لفتيات شبه عاريات مع رسالة “اضغط لتتعرف على صديقتك الآن”.

في ألعاب أخرى، يُجبر الطفل على مشاهدة إعلان كامل المدة لمحتوى غير مناسب قبل أن يتمكن من الانتقال للمستوى التالي.

 لعبة Pes 2025

شهادات أولياء الأمور

أم محمود (42 سنة): فوجئت بابني البالغ من العمر 11 عامًا يتحدث عن “صديقة على الإنترنت” بعدما شاهد إعلانًا في لعبة مجانية.

محمد عبدالعزيز (موظف): “أنا حملت لعبة كرة قدم لابني، وبعد أيام لقيت صور غير لائقة تظهر فجأة أثناء اللعب، واضطريت أحذف اللعبة”.

Google play ▶️ 

غياب الرقابة وتحايل المنصات

رغم أن شركات مثل جوجل تعلن دائمًا عن سياسات لحماية القُصّر، إلا أن التجارب اليومية تثبت عكس ذلك.

تقارير تقنية حديثة تشير إلى أن 70% من الأطفال في الشرق الأوسط تعرّضوا لمحتوى غير لائق أثناء استخدام الإنترنت.

العاب عالمية 

الخبراء يؤكدون أن هذه الشركات تستغل غياب الرقابة المحلية لإغراق الهواتف بالإعلانات التي تُدرّ أرباحًا خيالية.

رأي خبير تكنولوجيا الدكتور أحمد علي – خبير أمن المعلومات:

“المشكلة أن خوارزميات الإعلانات في جوجل بلاي لا تفرّق بين مستخدم بالغ أو طفل، بل تعتمد على التفاعل. إذا ضغط طفل مرة واحدة على إعلان، سيتعرض بعدها لسيل من الإعلانات المشابهة”.

Google play ▶️ 

ويضيف أن الحل يكمن في إلزام هذه الشركات بالتوافق مع القوانين المحلية، إلى جانب نشر الوعي الرقمي داخل الأسرة.

علماء الاجتماع

الدكتورة هالة فؤاد – أستاذة علم الاجتماع ترى أن:

التعرض المبكر لمثل هذه المحتويات يصنع فجوة قيمية خطيرة بين الأبناء وأسرهم، ويشجع على سلوكيات شاذة وغريبة عن المجتمع المصري”.

أرقام صادمة

تقرير صادر عن مؤسسة دولية لرصد الإنترنت كشف أن مصر ضمن أكثر 10 دول تعرضًا لإعلانات تطبيقات المواعدة عبر الألعاب المجانية.

سوق تطبيقات البث المباشر و المواعدة   يحقق عالميًا أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا، جزء كبير منها قائم على محتوى خادش للحياء.

مسؤولية الدولة والمجتمع

بعض الدول مثل الهند والسعودية اتخذت إجراءات صارمة ضد تطبيقات المواعدة، وصلت إلى الحظر الكامل لبعضها.

في مصر، طالب خبراء بضرورة تعاون الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مع وزارتي التعليم والشباب لمواجهة الظاهرة، وتكثيف الحملات التوعوية للأسر.

ما بين ألعاب إلكترونية محببة للأطفال، وإعلانات غير أخلاقية تتسلل بلا استئذان، يقف المجتمع المصري أمام تحدٍ جديد.

العاب الكترونية

المعركة اليوم لم تعد في الشارع، بل داخل شاشة الهاتف المحمول التي صارت نافذة مفتوحة على كل أشكال الانحلال.

ويبقى السؤال: هل نتحرك سريعًا لحماية جيل كامل من الغزو الأخلاقي الرقمي، أم ننتظر حتى تقع الكارثة؟
 

زر الذهاب إلى الأعلى